بخطوات متسارعة يجري جاره نحوه..فيديه وقدميه مصفدة بسلاسل ربطوه بها في شجرة قبل أن يضرموا فيها النيران..يفك جاره أغلاله وينزع عنها أوراق شجر ملتهب طال لظاه ثيابه وجسده..ثم يبكي الرجل مذعوراً وهو يقول لجاره:لقد خطفوا ابني وهربوا. إبراهيم جبريل البالغ من العمر 50 عاماً انهالت عليه مليشيات “أنتي بالاكا” المسيحية بالضرب، حتى كسروا فكه الأيمن، وأجمعوا عزمهم على أن يحرقوه حياً..سرقوا فلذة كبده بعد جريمتهم ثم لاذوا بالفرار. جبريل كان يعمل برعي الأغنام مع ولده، الذي لطالما كان عوناً له في حله وترحاله..سأل عنه القاص والدان ولكن انقطعت الأخبار دون مجيب..وأشفق على حاله القريب والبعيد..إلا أن أمله في عودة ابنه لم ينقطع ولوعة الفراق لم تغب. وذات يوم في بيت إخوته يرن جرس الهاتف، فإذ بالمليشيات تطالبهم بفدية قدرها 4 مليون فرانك، من أجل إطلاق سراح ابن جبريل.وفي موقف شجاع تتخذ أفراد العائلة قراراً ببيع أغنامها كاملة، حتى توقف معاناة أخيهم المكلوم وتسترد ابنه المرهون. يقول جبريل: كنا نعيش معززين مكرمين، أما الآن وبعدما ارتُكبت المليشيات كل هذه الفظائع، أهدرت كرامتنا، وأصبحنا نعيش في ذل.