**رئيس تحرير الموقع الإلكتروني لـ”مرصد الأقليات المسلمة”.
المشاركة السابعة.. من: خالد الأصور ـ كاتب وباحث إعلامي مصري..
ما تقييمكم لدور منظمة التعاون الإسلامي على الصعيدين السياسي والإغاثي في دعم قضية المسلمين في بورما؟ منظمة التعاون الإسلامي لم تقدم المأمول منها تجاه قضية مسلمي بورما؛ فهي وإن قامت ببعض الجهود، وبخاصة في الفترة الأخيرة؛ فإن ذلك لا يوازي حجم الإمكانات والقوة -السياسية والاقتصادية والبشرية- التي تملكها الدول المنضوية تحت رايتها – أي المنظمة -، والثقل الذي تمثله لدى المجتمع الدولي، وأيضاً لا يتناسب مع حجم المأساة وحجم ما يتعرض له المسلمون هناك.ا وفي اعتقادي أن قضية مسلمي بورما تحتاج إلى جهود وعناية خاصة من بعض الدول الإسلامية الكبرى خارج إطار المنظمة، والضغط على القوى الكبرى في العالم والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي؛ لتحريك القضية وطلب حلول عاجلة وعادلة من حكومة بورما. وأنا أطالب المنظمة بمنح مسلمي الروهنجيا مقعداً فيها بصفة مراقب، وأيضاً إنشاء لجنة تسمى “لجنة أراكان” على غرار لجنة القدس، وتعنى بمتابعة أوضاع المسلمين بصفة دائمة ومباشرة، وتقوم أيضا بمتابعة قرارات الهيئات الدولية الأخرى التي تؤيد موقف الروهنجيا.
المشاركة السادسة.. من: محمود سيد ـ مهتم بشئون الأقليات المسلمة.. وتتضمن أربعة أسئلة:
1 ـ لماذا لا يوجد مقاومة مسلحة لمسلمي بورما؟ دعني أخي الكريم أُعطِ إلماحة سريعة في الممارسات التعسفية التي مورست على مسلمي الروهنجيا في بورما؛ فمنذ سبعين عاماً تقريباً: فرضت حكومة بورما على الروهنجيا حصاراً كاملاً، فضبطت تحركاتهم في داخل أراكان أو مع الدول المجاورة. أيضاً سنت قوانين تحرم الناس من جميع وسائل الدفاع عن النفس حتى البديهية منها، كالسواطير والسكاكين، ولا يجوز أن يقتنى من هذا الأخير إلا على قدر حاجة العائلة فقط. وفرقت بين القرى والأسر بفرض حظر التنقل من قرية إلى أخرى إلا بتصاريح من الحكومة. وكثفت من إنشاء الثكنات العسكرية في أراكان، ونوعت من الجهات الأمنية التي تضبط وتتحكم في الولاية. وزرعت بين الناس جواسيس لإخبار الحكومة بتحركات النشطاء والسكان العاديين. وفرضت عقوبات قاسية ضد كل من يخالف أي أمر من أمور الدولة، تصل أحيانا إلى حد القتل في بعض المخالفات. كل هذه التدابير لم تمكن الناس من إنشاء قوى أو مقاومة مسلحة، وغرست في نفوس الروهنجيا الخوف والهلع من العقوبات القاسية التي تفرض على المخالف. 2 ـ أرجو التعريف بأهم المنظمات الإسلامية العاملة لقضية مسلمي بورما، سواء في الداخل أوالخارج.. سياسياً كان أو دعوياً أوتعليمياً أو إغاثياً. هناك بعض المنظمات الإسلامية في داخل بورما، ولكن نشاطها يقتصر على التعليم فقط؛ وذلك عبر مدارس لتعليم القرآن وتدريس العلوم الإسلامية. أما في ولاية أراكان ذات التمركز الإسلامي؛ فإن القانون يمنع إنشاء أي منظمة أو افتتاح أي مدرسة أو بناء أي مسجد أو مركز إسلامي. أما في خارج بورما فهناك منظمات سياسية تتبع للروهنجيا، ومعظمها أنشئت في السنوات الأخيرة، وكل تلك المنظمات تعمل على المطالبة بالحقوق السياسية والإنسانية للروهنجيا. 3 ـ هل يوجد فرق بين مسلمي أراكان وباقي مسلمي بورما من حيث المعاملة من قبل الحكومة؟ وما عرقيات المسلمين المختلفة في بورما؟ نعم، يوجد فرق بين مسلمي بورما عامة ومسلمي الروهنجيا في أراكان؛ فالحكومة تعد مسلمي بورما غير الروهنجيا مواطنين، لهم جميع الحقوق، ومنها الحريات الدينية بضوابط تفرضها الدولة، وتعد الروهنجيا مهاجرين أجانب دخلوا البلاد بطرق غير شرعية عبر الدولة المجاورة بنجلاديش، رغم أن كل الدلائل تثبت أنهم من سكان البلاد الأصليين. والحكومة لا تعد مسلمي الروهنجيا مواطنين لكونهم منتمين إلى عرقية معينة، بل تعد مسلمين أفراد ولا تتعامل معهم على أنها عرقية مسلمة معترف بها في البلاد. 4 ـ ما موقف المعارِضة السياسية سان سوكي من قضية مسلمي أراكان؟ وهل يمكن لمسلمي بورما أن ينتخبوها إذا ترشحت للانتخابات من أجل الحصول على حقوقهم المسلوبة؟ موقف المعارضة البورمية “أونغ سان سوكي” من قضية مسلمي أراكان؛ موقف فيه غموض كبير حتى اللحظة؛ فهي تتجنب الحديث في قضية الروهنجيا، وتصمت عن المجازر والممارسات التي تمارس ضدهم، ولكن هناك قادة في حزبها المعارض لهم وقفات مع مسلمي أراكان؛ مما يجعلنا نستنتج أنها غير قادرة على إظهار مواقفها تجاه المسلمين في البلاد؛ لكونها تخضع لضغوطات من الحكومة والتيار الديني الشعبي الذين تعقد عليهم آمال الوقوف معها في الانتخابات القادمة نهاية العام الحالي. ومسلمو أراكان متحيرون جداً فيمن يصوتون له في الانتخابات القادمة، بالرغم من وجود إغراءات من جميع المنظمات السياسية التي تتنافس في تلك الانتخابات.
المشاركة الخامسة.. من: حبيب عثمان ـ مسئول الإدارة الاقتصادية في عملية السلام بجنوب الفلبين.. وتتضمن سؤالين:
1 ـ ما موقفكم مع حقوق الإنسان التي ينادي بها الغرب لصالح قضيتكم في بورما؟ معظم دعاوى المجتمع الغربي دعاوى كاذبة؛ فهم يقيسون الأمور ويزنون بميزان المصالح المتحققة لهم، فما فيه مصالحة متحققة لهم سارعوا في الوقوف معه، والدفاع عنه، وهو ما يحصل الآن مع مسلمي بورما بالتحديد؛ إذ إن مصالح الغرب مع حكومة بورما التي بدأت تغير بعض سياساتها تجاه الغرب، وبخاصة في الجوانب الاستثمارية. 2 ـ هل أنتم متفائلون بزيارة منظمة أممية إليكم أنها تخفف معاناة إخواننا المسلمين في بورما؟ ذكرت سابقاً أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة قادرة على حل القضية إذا رغبت في ذلك؛ لأنها تملك وسائل الضغط على حكومة بورما، ولكن المصالح تلعب دوراً كبيراً في هذا الجانب، فمادامت مصالح الغرب مع حكومة بورما؛ فإن الحل لا أعتقد أنه يكون قريباً.
المشاركة الرابعة.. من: محمد سرحان – مراسل موقع “علامات أونلاين” في إسطنبول.. وتتضمن ثلاثة أسئلة:
1 ـ يتعرض مسلمو الروهنجيا للقتل والحرق والتهجير القسري؛ برأيك ما أسباب اضطهاد الروهنجيا دون غيرهم من مسلمي بورما؟ ذكرنا أن مسلمي بورما من غير -عرقية الروهنجيا- مضيَّق عليهم كثيراً؛ رغم كونهم مواطنين بحسب القانون والدستور؛ حيث لاحرية دينية، ولا يسمح لهم بإظهار ملامحهم الإسلامية، أو رفع الأذان عبر مكبرات الأصوات، وإجبارهم على التسمي بأسماء بوذية؛ وكل ذلك لأنهم مسلمون. وأيضاً هُجِم عليهم وأحرقت قراهم وقُتل العديد منهم في الأحداث التي اندلعت مؤخراً.. لكن حكومة بورما تتعامل مع مسلمي الروهنجيا معاملة أشد قسوة؛ فبرغم فرض القوانين السابقة عليهم، إلا أنها تعدهم مهاجرين غير شرعيين، وليسوا مواطنين في البلاد، وليس من حقهم أن يعيشوا في بورما؛ لذلك تضطهدهم وتعمل على إنهاء وجودهم من البلاد!وقد ذكرنا أعلاه الأسباب الحقيقية لاضطهاد الروهنجيا. 2 ـ أصبح الآن عقود من الاضطهاد ضد مسلمي الروهنجيا؛ فلماذا لم ينتفضوا دفاعا عن أنفسهم في ظل التخاذل العربي والإسلامي والدولي لهم؟ وهل من الممكن أن تتكرر تجربة حركة “حماس” في بورما؟ مسلمو بورما سئموا من تعامل حكومة بورما الصَّلِف معهم، ومن الظلم الواقع عليهم، وما زالوا ينتظرون عدالة السماء، وإنصاف أهل الأرض، ولكن أتوقع شخصياً أن هذا الصبر لن يستمر طويلاً، وبالذات أنهم هم يرون أعراضهم تنتهك، وذويهم يقتلون، وأموالهم تنهب، ووطنهم يستباح صباحَ مساءَ. 3 ـ حدثنا عن الوضع الإنساني لمسلمي الروهنجيا، سواء في مناطقهم بأراكان أو في دول اللجوء، ولماذا يَلقون الاضطهاد نفسه ولو بشكل أقل في دول اللجوء المجاورة؟ الوضع الإنساني لمسلمي الروهنجيا مزرٍ جداً، وهو يفوق الوصف الخيال، لاسيما في داخل ولاية أراكان في بورما؛ حيث لايجد الناس ما يسد بهم رمقهم وحاجتهم؛ فلا يجدون حاجتهم من الدواء والطعام والماء والكساء. وقد وصف عدد من مبعوثي الأمم المتحدة الوضع هناك بأنه خطير، وأن مخيمات النازحين الداخلية التي تضم مسلمي الروهنجيا من أسوأ الأماكن في العالم، في ظل منع السلطات البورمية للمنظمات الدولية من تقديم العون والمساعدة لهم. وأيضاً الوضع في مخيمات اللاجئين في بعض الدول المجاورة سيئ للغاية؛ حيث تكتظ أعداد هائلة من البشر في مخيمات بدائية بالية رثة، فلا تصل إليهم المساعدات ولا يجدون الرعاية الكافية من الدول التي لجؤوا إليها.
1 ـ هل تقومون بتوثيق ـ مستنديٍّ وتصويريٍّ فوتوغرافيًا وسينمائيًا ـ لكل جرائم البوذيين بحق المسلمين في بورما؟ نحن – الشعبَ الروهنجيَّ الذين نعيش في عدد من بلدان المهجر في العالم – لا نملك الإمكانات التي نستطيع بها إنشاء أرشيف توثيقي مستندي أو إلكتروني لكل الجرائم التي تقع هناك؛ بسبب قلة ذات اليد، وحتى الروهنجيا في داخل بورما لا يتمكنون من فعل هذا الأمر؛ لإتباع حكومة بورما سياسة التكتيم الإعلامي في إقليم أراكان، وفرض عقوبات قاسية لمن تضبط معه كاميرا أو جهاز جوال متطور، وقد تصل هذه العقوبات إلى حد الإعدام. ومع هذا، أبشركم بأننا نقوم في وكالة أنباء الروهنجيا بجمع ما نستطيع الحصول عليه من قبل شعبنا من داخل بورما؛ حيث يقومون بجمع بعض الصور والوثائق والمسنتدات خلسة وخفية وبعيداً عن أعين السلطات، أو ما نتحصل عليه بواسطة الجهات الدولية، كمنظة “هيومان رايتس ووتش” أو غيرها.. فنحن ننتظر وقوف الأحرار من العالم معنا وتوفير الإمكانات لنا؛ لنقوم بأداء واجبنا على الوجه المطلوب والمأمول. 2 ـ هل يمكنكم إعطاؤنا نبذة مختصرة من إحصاءات تاريخية للتغيير الديموغرافي والجغرافي لدولة بورما خلال فترة معاناة المسلمين من الهجوم البوذي الجديد، مع التحديد الزمني لكل تغير حدث للمسلمين هناك؟ نعم أخي الكريم، سأعطي لك نموذجاً واحداً للتغيير الديموغرافي في بورما: فولاية أراكان التي كانت مملكة إسلامية (في غرب بورما حالياً)، وكانت بوابة دخول الإسلام إلى تلك البلاد، قد تم احتلالها من قبل “البورمان” عام 1784م، وكان وقتئذ يمثل المسلمون هناك مائة بالمائة من النسبة السكانية للبلاد. ثم مع نيل بورما للاستقلال عام 1948م، كان نسبة المسلمين في أراكان أكثر من 80%. ومع المجازر والتهجير القسري والاضطهادات، وأيضاً مع الهجرة العكسية للبوذيين من بلاد التبت وغابات الهند ونيبال وبنجلاديش إلى أراكان؛ تقلصت نسبة المسلمين إلى أقل من 15%؛ وذلك عام 2012 م. فانظر كيف كان التغيير الديموغرافي كبيراً وسريعاً في ولاية واحدة فقط في بورما؟ فما بالك في البلاد كلها؟! إن مسلمي الروهنجيا في أراكان يبادون على بكرة أبيهم؛ وذلك بسبب تمسكهم بدينهم، وإن العالم كله يؤدي دور المشاهددون العمل على تغيير الوضع هناك! – والله المستعان -. 3 ـ يرجى إلقاء الضوء على القيادة المسلمة هناك، وكذلك التوجهات المذهبية التي تحرك المسلمين؛ حتى نقف على مدى قوة وترابط المسلمين هناك؟ في بورما لاتوجد قيادات مسلمة بالمعنى الحقيقي؛ إذ يمنع النظام وجود قيادة تمثل المسلمين عامة، ومسلمي الروهنجيا خاصة، ولكن برز في الآونة الأخيرة بعض الشخصيات المسلمة التي تعلمت ونشأت في عاصمة بورما “رانغون” والتي تطالب الآن بوجود عدالة اجتماعية تشمل المسلمين في البلاد، بمن فيهم أقلية الروهنجيا. وليست لهم توجهات دينية معينة، سوى اتباع مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان – رحمه الله ورضي عنه -؛ وخاصة مسلمي الروهنجيا الذين يتمركزون في ولاية أراكان. وأيضا في الآونة الأخيرة نشأت مجموعة تنتمي إلى المذهب الشيعي، وهؤلاء من المسلمين ذوي الأصول المنغولية أو الصينية أو من العرقيات المختلطة. وأما في بلاد المهجر فقد نشأت منظمات تعنى بالجوانب السياسية والحقوقية والإعلامية، ولكن تنقصهم التواصل والتنسيق فيما بينها عبر آلية إدارية منظمة؛ وهذا لا يتحقق إلا بدعم ومساندة حكومية من العالمين العربي والإسلامي. 4 ـ ما مدي تواصلكم الخارجي مع العالم وعرض القضية بمنظور إعلامي محترف يستطيع أن يخترق الأجواء الفاسدة للإعلام اليهودي العالمي؟ نعم أخي الكريم، نتواصل بما نملك من إمكانيات، وقد أنشأنا وكالة إخبارية في الإنترنت تسمى: “وكالة أنباء الروهنجيا”،وهي تعنى برصد أخبار مسلمي الروهنجيا، بثلاث لغات، العربية والإنجليزية والأوردية، كما أنشأنا قناة يوتيوبية تتحدث باللغتين الإنجليزية والروهنجية؛ لنقل الأخبار للعالم. كما نتواصل مع القنوات الفضائية العربية والمواقع الإخبارية؛ لتزويدهم بالأخبار والتصريحات وإجراء الحوارات والمداخلات بشأن أحداث بورما، وتوضيح ونقل الصورة الحقيقية كما يحصل لأهلنا في بورما وبعض البلدان المجاورة، وهذه هي إمكاناتنا في الوقت الحالي.
المشاركة الثانية.. من: د.عمار عبد الغني ـ إعلامي ومدرب تنمية بشرية وإعلام.. وتتضمن ثلاثة أسئلة:
1 ـ هل الخلاف هناك سياسي يلبس ثوب الدين؟ أم ديني يستغل السلطة؟ ذكرنا آنفاً أن الخلاف “طائفي وعرقي”.. فمسلمو الروهنجيا يضطهدون – بالدرجة الأولى – بسبب انتمائهم إلى الدين الإسلامي، فهم يُقتلون على الهُوية الدينية أولاً. وثانياً بسبب عرقيتهم التي لو اعترفت حكومة بورما بها لوجب إرجاع أراضيهم وتعويضهم مادياً ومعنوياً عن القتل والانتهاكات السابقة، وإجراء تحقيقات في المجازر الكثيرة التي وقعت في ظرف ستين عاماً الماضية، ويبنى عليها محاكمات لجنرالات الجيش والعسكر ممن هم في السلطة الآن. 2 ـ ما موقف الدلايلاما من أفعال البوذيين الذين يحاربون أهل البلد؟ الدلاي لاما صرح في ظرف العامين السابقين عدة تصريحات بخصوص الصراع الدائر هناك، والاعتداءات البوذية المشرعة من قبل الرهبان البوذيين؛ فهو أنكر عليهم هذا الأمر، ودعا إلى وقف العنف ضد المسلمين في بورما، وقال: “إن العنف ضد المسلمين هناك غير مقبول، كما حض البوذيين على أن يبقوا في ذهنهم صورة بوذا قبل ارتكاب هذه الجرائم”، مضيفا إلى أن: “بوذا يوصي بالمحبة والرحمة، لو كان بوذا هنا لكان حمى المسلمين من هجمات البوذيين.” 3 ـ أي دولة من الدول الاسلامية انتبهت لمشكلتهم، وساعدتهم فعلياً؟ هناك عدد من الدول الإسلامية انتبهت لمشكلتنا، منها تركيا والسعودية والسودان وماليزيا وقطر؛ حيث أوفدت – بصفتها حكومات – وزرائها إلى بورما، وإلى اجتماعات في منظمة التعاون الإسلامي؛ للتشاور وإيجاد حلول لهذه المشكلة الكبيرة. كما حصل هناك حَراك شعبي تضامناً مع المسلمين المظلومين في بورما، وخرجوا في مسيرات احتجاجية استنكاراً وتنديداً ضد الظلم الذي يقع على المسلمين هناك. ولكن كما ذكرنا آنفاً أنه بالرغم من هذا الانتباه من بعض الدول الإسلامية حكوماتٍ وشعوبا؛ إلا أن القضية بحاجة إلى إرادة أكبر، ورغبة أقوى في إيجاد حل ناجح وناجع. وإننا لم ولن نستجدي المسلمين أبداً، وخطابنا لهم هو من باب التذكير بواجبهم تجاهنا، وبحقوقنا التي على رقابهم.
1 ـ هناك من يقول إن أزمة الروهنجيا عرقية وليست دينية.. هل تتفقون مع هذا القول؟ وربما يفسرذلك الاضطهاد في بنجلاديش أيضا للاجئين الروهينجين!
1 ـ هناك من يقول إن أزمة الروهنجيا عرقية وليست دينية.. هل تتفقون مع هذا القول؟ وربما يفسرذلك الاضطهاد في بنجلاديش أيضا للاجئين الروهينجين! اضطهاد حكومة بورما لأقلية الروهنجيا بسبب الدين والعرق معاً.. فهي “أزمة دينية”: بسبب تخوف حكومة بورما والمرجعية الدينية البوذية من انتشار الإسلام في أوساط المجتمع البورمي كما حصل سابقاً.. كما أنها “أزمة عرقية”: بسبب أن عرق الروهنجيا لهم حق مسلوب، وهو وطنهم “أراكان” الذي كان مملكة قبل مائتي عاماً تقريباً. أما في بنجلاديش: فلا يوجد اضطهاد للروهنجيا أبداً، وإنما توجد مضايقات وتضجر من وجود اللاجئين الروهنجيين؛ وذلك بسبب حالة بنجلاديش الاقتصادية. 2 ـ هل ترون أن المجتمع الدولي قادر على الحل؟ نعم المجتمع الدولي قادر على حل أزمة الروهنجيا؛ إذا أراد ذلك، وفي حالة وجود مصالح تتحقق لهم عبر قضية الروهنجيا. ولكن في الفترة الحالية فإن مصالح المجتمع الدولي عامة مع حكومة بورما التي بدأت تنفتح على العالم؛ مما يعني فتح الاستثمارات الأجنبية في داخل البلاد. وسواء وقف العالم معنا أو لم يقف فإننا سنظل – بإذن الله – نكافح من أجل نيل حقوقنا كاملة في وطننا أراكان. 3 ـ من وجهة نظركم.. ما آفاق الحل للأزمة المستمرة لـ”مسلمي الروهنجيا” في ولاية أراكان؟ الحل من وجهة نظرنا يكمن في الإرادة الصادقة لدى المجتمع الدولي لحل هذه القضية، وعلى وجه الخصوص العالم الإسلامي الذي يعد مقصراً حتى الآن في الدفاع عن مسلمي الروهنجيا، فمتى ما وجدت هذه الإرادة – كما حصل في سورياً -؛ فإن القضية ستنحل بإذن الله تعالى. وأيضاً لابد للروهنجيا أنفسهم أن يتيقنوا أن جزءًا كبيرا من الحل يكمن في أيديهم؛ فعليهم الصمود والصبر والمصابرة والوقوف أمام الظالم بما يملكونه؛ فالدفاع عن النفس حق مشروع ومكتسب لجميع البشر، وتكفله الدساتير الدولية والأنظمة العالمية.
وإلى الحوار..
مرصد الأقليات المسلمة ـ mam ـ خاص أدار الحوار: هاني صلاح**
وتأسف ضيف الحوار على تباطؤ العالم الإسلامي في القيام بدوره، واعتبره “مقصراً حتى الآن في الدفاع عن قضية مسلمي الروهنجيا”، وبالرغم من إشارته إلى عدد من الدول الإسلامية التي انتبته بالفعل لمشكلتهم؛ إلا أنه لفت إلى أن قضيتهم بحاجة إلى “إرادة أكبر، ورغبة أقوى في إيجاد حل لها”. جاء ذلك في سياق حوار: “مسلمو بورما.. عقود من الإضطهاد والإقصاء والتهميش”، وهو الحوار الثالث لعام 2015، ضمن سلسلة حوارات أسبوعية يجريها موقع “مرصد الأقليات المسلمة” بشأن الأحداث والمستجدات التي تتعلق بالأقليات المسلمة في العالم، وإلقاء الضوء على واقع المسلمين وأبرز التحديات التي تواجههم.