ندد مرصد الأقليات المسلمة MAM بالاعتداءات الأخيرة على مساجد السويد، داعيًا المسلمين في السويد إلى الاحتكام للقانون والحكمة في التعامل مع هذه الظاهرة الآخذة في الانتشار بالعديد من البلدان الأوروبية. وأعرب المرصد ـ في بيان له اليوم ـ عن بالغ أسفه لحدوث تلك الاعتداءات في بلد مشهود له احترامه للتعددية الثقافية والدينية، ويعد من أفضل الدول الأوروبية احتراماً لحقوق وحريات الأقليات الدينية ومن ضمنها الأقلية المسلمة. واعتبر المرصد خروج المسلمين في السويد في مظاهرات سلمية هو أحد الحقوق المدنية للمسلمين كمواطنين من أبناء البلاد للدفاع عن مساجدهم وعن حقهم في العبادة في أجواء من الأمن والأمان. وأكد أن مشاركة جميع طوائف المجتمع السويدي من غير المسلمين في التظاهرات السلمية هو موقف حضاري وإنساني رفيع يعكس روح المجتمع السويدي المحب للسلام والتعايش بين كافة شرائحه على اختلاف ثقافاتهم وعقائدهم، بحسب البيان. وشدد المرصد على ضرورة تمسك مسلمي السويد بحقوقهم في التمتع بحرية العبادة كغيرهم من أبناء العرقيات الدينية، كما شدد على توخي الحذر في هذه الآونة وتفويت الفرصة على التيارات اليمينة المتطرفة لاستدراجهم في ردود فعل غير مسئولة. ودعا المسلمين في السويد إلى الاقتراب من شرائح المجتمع السويدي وتعريفهم بالإسلام عملاً وتطبيقاً وخلقاً قبل قولاً وتحدثاً وشرحاً حتى لا يكون هناك وسيط إعلامي غير محايد بينهم وبين المواطنين السويديين. كما دعا المرصد منظمات المجتمع المدني في السويد لتحمل مسئولياتها المجتمعية في تقريب وجهات النظر وإزاحة الشبهات والصور المغلوطة التي يبثها الإعلام عن “بعض المسلمين” في مناطق أخرى من العالم والتي لا يرضى عنها الإسلام أو المسلمين في غالبيتهم العظمى ولا يتحملون عواقب ما يقوم به البعض. وحث المرصد الحقوقي ـ في نهاية البيان ـ السلطات السويدية على القيام بما يمكنها لحماية المسلمين ومساجدهم، وذلك في إطار ما ينص عليه القانون لأصحاب الأديان كافة بالمساواة وبما يمثل رادعاً للتيارات اليمينة المتطرفة عن مواصلة اعتداءاتها على المسلمين ومساجدهم. وشهدت السويد في الأيام الأخيرة مظاهرات احتجاجية على خلفية الاعتداءات المتكررة على المساجد، كان آخرها أمس عندما ألقى مجهولون زجاجات حارقة على مسجد شمالي البلاد. وانطلقت المظاهرات في وقت واحد في ستوكهولم وغوتنبرغ ومالمو بدعوة من قيادات الجالية الإسلامية في السويد، وكانت المظاهرة الرئيسية أمام البرلمان السويدي في العاصمة بعد صلاة الجمعة، وشاركت فيها شخصيات سياسية وحزبية. وسُجل في العام 2014 -وفق إحصائيات رسمية- 15 اعتداء على مساجد تتنوع بين كتابة عبارات عنصرية أو وضع رأس خنزير أو إلحاق أضرار مادية أو حرق لهذه المساجد.