أزمة ثقة!
لم يبق حولنا الكثير من الشباب الملتزم بل بدأ كل منهم يبحث عن ميكروفون خاص فيه حر من اية قيود أو ضغوط. الحقيقة نحن في حالة فشل ذريع في استقطاب جيل ناشئ يستلم المنبر. هناك أزمة ثقة بهم، ربما الى حد ما بالإنصاف وترجع لقلة خبرة الشباب، ولكن لتقصير منّا أيضاً في استيعابه. إذا أضفنا الحرب الضروس بين الصوفية المتشددة والسلفية المتشددة وأثرها على استقطاب الشباب للطرفين ما استطعنا أن نربّي شباباً وسطاً بين هؤلاء من مدارس الأفغاني وعبدة ورضا والبنا رحمهم الله تعالى جميعاً. إنما بمجرد أن رأينا بعض الميول لمدرسة الأثر حكمنا بسلفية متطرفة (وكحشنا) الشاب عنا. وبالمقابل لما أحسسنا بميول روحانية حكمنا بصوفية متطرفة (وكحشنا) الشاب عنّا. وكما لكل الناس طموح لهؤلاء الشباب طموح فلما ان لم يجدوا مبتغاهم بين بيئتهم الحاضنة ارتموا في مصائد التطرف فكرا وبدعا وغير ذلك.. الفجوة لنا ان نجعلها ضيقة باذن الله والوقت أبداً ليس خلفنا بل المتسع أمامنا إن شاء الله. لكن لا بد من جلوس هادئ وطرح المشاكل حقيقة كما هي ومعالجتها بمقاربة “رحمة للعالمين” وما يسعنا جميعا في الحياة العامة بالمقدار أو بالنسبة الدنيا يعني الأدنى، هو البوتقة التي تجمعنا، اما الترقي فلنتركه للإجتهادات الخاصة..
لو أني لبست دشداشة كل يوم إلى الثانوية وكوفية وحطة الى الجامعة ثم لبست هذه الثياب للعمل في وسط المدينة وأنا اركب القطارات لأكلتني عيون الناس ولترددت في اليوم مئة مرة عن هذا الذي أنا فيه! فلنرحم ضعف بعضنا في القدرة على التمسك بالحق ولنكن عنصر دعم وتثبيت لا تفسيق وتخوين.. إذا لم نقنع الأخت بالحجاب (وكم منا في عائلته أمهات واخوات وبنات وعمات وخالات غير متحجبات) فلندع الله لها بالهداية والإستقامة، لا أن نلعنها إلى جهنم وبئس المصير….
اشكالية الطرح!
* طرحُنا لمشاكل الشباب اليومية كان بميزان فلسطين والمغرب والهند وليس بميزان شيكاغو ونيويورك ولوس أنجلوس وشتان بين البيئتين. لا بد من إدراك الضغط الإجتماعي الهائل الذي يعانيه شبابنا وبناتنا. على سبيل المثال، أكاد أجزم أن أكبر خوف لارتداء الحجاب من الفتاة المسلمة هو نظرة الغير عليها انها مختلفة ولا تمت للبيئة العامة لو أني لبست دشداشة كل يوم إلى الثانوية وكوفية وحطة الى الجامعة ثم لبست هذه الثياب للعمل في وسط المدينة وأنا اركب القطارات لأكلتني عيون الناس ولترددت في اليوم مئة مرة عن هذا الذي أنا فيه! فلنرحم ضعف بعضنا في القدرة على التمسك بالحق ولنكن عنصر دعم وتثبيت لا تفسيق وتخوين.. إذا لم نقنع الأخت بالحجاب (وكم منا في عائلته أمهات واخوات وبنات وعمات وخالات غير متحجبات) فلندع الله لها بالهداية والإستقامة، لا أن نلعنها إلى جهنم وبئس المصير….
غياب الشباب
* الذين يحضرون دروسنا هم الأقلية من الفئة العمرية التي من أقراننا أو أكبر أو من المهاجرين الجدد فقط وهم أيضا أقلية لا تذكر مع قوانين الهجرة الجديدة أما الشباب فيبحث على من يشبع أذنه بلهجة قريبة إلى فهمه. {وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه} وهذه مراتب ينبغي على الإمام أن يبقى دائم الترقي بها، من تعلم اللغة البسيطة إلى المتمكن إلى المتقن للّهجة إلى البارع أدبياً بها، فالدعوة أمانة ووسيلتها اللغة ليس فقط بمرتبة الأداء بل الإتقان. علوم زيد شاكر وصهيب وحمزة يوسف ليست في الثريا في مقابل أهل العلم القادمون من المشرق فهم قريبون من بعض بعلومهم على الأغلب إنما تميّز هؤلاء باللغة والأداء اللغوي ثم المقاربة الحياتية لمجتمع عاشوا فيه شبابهم فكان الطرح أمتع لإبني وإبنك.
فماذا كانت النتيجة؟
* كانت خطبنا ودروسنا نحن المشايخ بعيدة عن مقاربة أحوال الشباب المسلم الأمريكي. فكل أمثلتنا (من غير السيرة النبوية) هي للمرحلة الشبابية التي قضيناها في بلد السكنى في المشرق، وعليه كيف يمكن أن تتم المقاربة بين بيئة وأخرى وعادات وتقاليد مقابل عادات وتقاليد! أذكر إلى حد غير بعيد ـ وأنا أزور مدناً أمريكية ـ الخطباء وهم يتحدثون في مدن أمريكية عن “الأمريكان” وكانهم أجانب!! يا سبحان الله .. أولاً بهذا المنطق هم أهل البلد ونحن الأجانب. ثانياً.. أولسنا أمريكيو الجنسية أم نريد من أمريكا فقط فرص العمل والدراسة والنقود! ثم قل لي مَن مِن أبنائنا يعرّف نفسه إلا بأنه أمريكي! ثالثاً.. إلى متى نبقى في دوامة وضع الكل في سلة واحدة، وهو أصلاً ما نشكو منه نحن كمسلمين لمّا يتهمونا بالتطرف أو الإرهاب! لا بد من التفرقة بين الشعوب ومستواها الثقافي وبين الحكومات بمساحاتها القيادية أيضا.. {ليسوا سواء}..
كانت خطبنا ودروسنا نحن المشايخ بعيدة عن مقاربة أحوال الشباب المسلم الأمريكي.. فماذا كانت النتيجة؟ بقلم / الشيخ كفاح مصطفى**