بعد منع رفع الأذان فيها لمدة عامين… مدرسة إسلامية بجنوب إفريقيا تستعيد حق رفع الأذان بقرار من المحكمة العليا
خاص بمرصد الأقليات المسلمة
قضت محكمة الاستئناف العليا بجنوب إفريقيا بإبطال حكم المحكمة العليا بمدينة ديربان والصادر في أغسطس من العام 2020، والذي قضى بمنع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في مدرسة تعليم الدين الإسلامية ببلدة ساحل إسبينغو ذات الأغلبية المسلمة، بمقاطعة كوازولو ناتال الواقعة على الساحل الشرقي من جنوب إفريقيا.
وينتهي بحكم محكمة الاستئناف العليا الذي صدر صباح الأمس السجال القانوني الذي استمر لأكثر من عامين بين الفريق القانوني للمدرسة، وبين أحد سكان البلدة الذي قدم شكوى ضد المدرسة يزعم فيها أن صوت الأذان يقتحم حصوصية منزله المجاور للمدرسة.
حيثيات القرار:
وجاء في حيثيات قرار المحكمة الذي صدر صباح الخميس 24 نوفمبر: “إن الحق في التمتع بالملكية الخاصة للشخص دون إزعاج لا يكون دائما بلا حدود، حيث أن الحد المعقول من التشويش لا يمكن تفاديه في بعض الأحياء ووفقا لظروف معينة”
وورد في حيثيات القرار أن السيد إيلوري قد عبر عن كراهيته العميقة للإسلام في أكثر من موضع، حيث ذكر السيد إيلوري للمحكمة أن الإسلام دين دخيل على جنوب إفريقيا، وأنه دين “يحرض على التعصب، والعنصرية، والتحيز الجنسي”، وأن رفع الأذان في البلدة أضفى “أجواء إسلامية واضحة على البلدة”.
ونقض القرار حكم المحكمة العليا السابق الذي قضى بمنع رفع الأذان في المدسة؛ استنادا إلى أنه من واجب المسلمين إثبات أن رفع الأذان ذو ضرورة قصوى لممارسة شعائرهم الدينية، وإلى أن منع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت لا يتنافى والحرية الدينية المكفولة في الدستور.
إلا أن قاضي الاستئناف كان له رأي آخر، حيث قضى أن السيد إيلوري هو الذي يحمل عبء إثبات أن رفع الأذان يشكل إزعاجا وتشويشا لا يمكن التغاضي عنه أو تحمله، حيث ورد فيه: “إن طلب السيد إيلوري لمنع رفع الأذان فشل في تحقيق المتطلبات القانونية لتحقيق طلبه… بل إن الأدلة التي قدمها كانت مبنية على كراهيته العميقة للدين الإسلامي، بل إنه يرغب في منع الأذان من مدينة ساحل إسبينجو كليا“.
وخلص الحكم إلى “قبول الطعن المقدم من مدرسة تعليم الدين، ونقض حكم المحكمة العليا السابق”، مما يعيد حق رفع الأذان مرة أخرى إلى المدرسة.
بداية القصة:
كانت البداية في منتصف العام 2020، حيث قام السيد شاندرا إيلوري بتقديم شكوى ضد مدرسة تعليم الدين التي يسكن بجوارها، بزعم أن صوت الأذان الذي يرتفع من مكبرات الصوت في مسجد المدرسة خمس مرات كل يوم، يشكل اقتحاما لحصوصية منزله، وإزعاجا له.
وبناء على الشكوى المقدمة منه، قضت المحكمة العليا بمدينة ديربان، في أغسطس من العام ذاته، بقبول الشكوى وأمرت بمنع رفع الأذان في المدرسة.
وتسبب القرار في موجة من التظاهرات الغاضبة، والتي احتشدت أمام منزل السيد إيلوري، واتهم المتظاهرون السيد إيلوري بالعنصرية، وكراهية الإسلام.
وكان القرار مفاجئا للمجتمع المسلم، والجمعيات الإسلامية في المنطقة؛ لأن الغالبية العظمى من سكان بلدة ساحل إسبينجو من المسلمين، وصوت الأذان فيها من المعتاد بين الناس.