على مرأًى ومسمعٍ من الشرطة الهندية… متطرفون هندوس يحرقون عشرات المساجد والمنازل المملوكة لمسلمي الهند
تقرير خاص لمرصد الأقليات المسلمة.
أحرق متطروفن هندوس عشرات المساجد والمنازل والمتاجر المملوكة لمسلمين في ولاية تريبورا بالهند يوم الأربعاء الماضي، السادس والعشرين من أكتوبر 2021.
اشتعلت أعمال العنف كردة فعل على أعمال عنف أخرى في بنجلاديش، الدولة المجاورة للولاية ذات الأغلبية الهندوسية.
أكد شهود عيان أن هذه الجرائم وقعت على مرأى ومسمع من قوات الشرطة الهندية، إلا أن الشرطة نفت هذه المزاعم.
بينما تداول ناشطون ووسائل إعلام مقاطع مرئية توثق اعتداء عشرات من المتطرفين على مساجد ومنازل، وقيامهم بإشعال النيران فيها.
Attacks against Muslims and Mosques continue in Tripura, India! Unlike neighboring Bangladesh, here the majority gets state patronage to attack minorities. pic.twitter.com/GeUvquNDQH
— Ashok Swain (@ashoswai) October 26, 2021
ردود الفعل
قدم وفد من “جمعية العلماء بالهند”، وهي منظمة إسلامية اجتماعية، احتجاجا رسميا لرئيس الوزراء بالولاية، ولمدير الشرطة، وطالب بالسلطات باتخاذ كافة الإجراءات القانونية للقبض على الجناة، وتوفير الحماية اللازمة لمسلمي الهند.
وفي تصريح لموقع “الجزيرة نت” ذكر الرئيس السابق للمفوضية القومية للأقليات، وهي وكالة حكومية هندية، ظفر الإسلام خان: “إن ولاية تريبورا تحترق منذ يوم الخميس الماضي، مؤكدا وجود هجمات منظمة على الأقلية المسلمة في الولاية، أسفرت عن تدمير مساجد وبيوت ومتاجر تعود للسكان المسلمين.”
أما المتحدث الرسمي باسم حزب “بهارتيا جاناتا” الحاكم فقد أكد أن القسم المختص بالأقليات في الحزب يراقب الوضع عن كثب؛ لضمان عدم تكرار مثل هذه “الأحداث غير المرغوبة”.
بينما ألقت أحزاب المعارضة باللوم على “عناصر مدفوعة سياسيا” مقربة من الحزب الحاكم.
وذكرت عضوة البرلمان الهندي سوشميتا ديف للبي بي سي أن الحزب الحاكم يحاول استغلال الأحداث في بنجلاديش لاستقطاب الناخبين في الانتخابات البلدية المقبلة في نوفمبر القادم.
كيف بدأت القصة؟
بدأت القصة عندما قامت تظاهرات وأعمال عنف ضد هندوس في بنجلاديش إثر قيام بعضهم بإهانة القرآن في تجمع ديني هندوسي، والتي أدت إلى مقتل 7 من الهندوس.
على إثر ذلك قامت تظاهرات في ولاية تريبورا التي تحيط بها بنجلاديش من ثلاث جهات، تدعو لإنهاء أعمال العنف ضد الهندوس في بنجلاديش.
حذر عدد من المراقبين من مشاركة مجموعة “فيشفا هيندو باريشاد” الهندوسية المتطرفة، التي اشتهرت بعدائها الشديد للمسلمين في الهند، والمقربة من الحزب الحاكم في الهند، في هذه التظاهرات.
لم تلبث التظاهرات طويلا حتى تحولت إلى أعمال عنف ضد المسلمين، من حرق وتخريب ونهب. بينما أكد شهود عيان مشاركة تلك المجموعة المتطرفة في أعمال العنف.
الأقلية المسلمة في الهند
يشكل مسلمو الهند قرابة 10% من مجموع تعداد المسلمين في العالم، بتعداد يقدر ما بين 200 إلى 220 مليون مسلم، مما يجعلهم أكبر أقلية مسلمة في العالم، وأحد أكبر المجتمعات المسلمة عالميا بشكل عام.
وعلى الرغم من أعدادهم الكبيرة، إلا أن مسلمي الهند ظلوا ضحية انتهاكات متعددة لحقوقهم، لا سيما في ولاية آسام ذات الأغلبية المسلمة، التي انتزع فيها جنسية 2 مليون مسلم، وتم احتجازهم في مخيمات اعتقال، بحجة أنهم “مهاجرون غير شرعيين”.
وبعد صعود حزب “بهارتيا جاناتا” الحاكم إلى السلطة، ارتفعت نسب جرائم الكراهية والإسلاموفوبيا في الهند بشكل كبير.
يعد الحزب الحاكم موضع اتهامات متعددة بعدائه للمسلمين نظرا لاشتباه ارتبطاه بمجموعات متطرفة، وتوفير الدعم والحماية لهم من الملاحقات القانونية بعد ارتكابهم لجرائم كراهية ضد المسلمين في الهند.
وفي عام 2019، قررت المحكمة العليا في الهند إعطاء أرض “مسجد بابري” التاريخي للهندوس لبناء معبد عليه.
وقد أصدر مرصد الأقليات المسلمة بيانا يستنكر فيه هذا القرار، ويطالب بإعادة الأرض لأصحابها المسلمين.
المصادر: مرصد الأقليات المسلمة، الجزيرة.نت، بي بي سي.